تاريخ اكتشافات المناعة في الدواجن

** تاريخ اكتشاف أساسيات المناعة والتطعيم **

 التحصين  "Vaccination" :-

تهدف هذه الطريقة الى إكساب الإنسان أو الحيوان وقاية من المرض وسميت "تطعيماً" أو "تحصيناً" ،
ويرجع الفضل في إكتشافها للطبيب الانجليزي إدوارد جينر (1749-1823م) الذي لاحظ أن حلابي الأبقار
"التي كان بعضها مصابا بجدري الأبقار" وأصيبوا بجدري البقر cowpox لم يمرضوا بالجدري الأسود القاتل الذي يصيب الإنسان ، فقرر أن يقوم بتجربة لفحص ذلك وأخذ بعضا من قروح الأبقارالمريضة وحقن بها مجموعة من الأشخاص الأصحاء وراقب هذه المجموعة من الأشخاص ولاحظ أنهم لم يمرضوا بالجدري الأسود برغم الموجات المتلاحقة له والتي ألمت بالمناطق التي كانوا يسكنوها.

 الإضعاف المعملي للميكروبات :-

يرجع الفضل في أكتشاف عملية إضعاف الميكروبات Attenuation معمليا للعالم الفرنسي لويس باستير
" الموجود صورته في المقال " ( 1822-1895م )
وقد إستخدمها كلقاح للوقاية ضد الامراض المختلفة في الكائنات مثل :- إنتاج لقاح ضد كوليرا الدجاج Fowl cholera في عام 1880م ،
وكان من إسهاماته في مجال اللقاحات إنتاج لقاح ضد داء الكلب "Rabies" ، وإنتاج لقاح ضد مرض الجمرة الخبيثة Anthrax في عام 1881م  .

أكتشاف عملية البلعمة "Phagocytosis" :-

يرجع الفضل في إكتشاف ظاهرة البلعمة Phagocytosis للعالم الروسي الكبير أيللي ميتشينكوف في عام 1882م أثناء عمله في أحد أبحاثه قد لاحظ أن هناك نوع من الخلايا الموجودة في يرقات بعض أنواع الأسماك وأن هذه الخلايا تتحرك بحرية تامة وتأكل ما يقابلها من أشياء غريبة فاقترح ميتشينكوف تسمية هذه الخلايا بالخلايا الأكولة Phagocytes حيث أن كلمة Phages تعني يأكل وكلمة Cite تعني خلية ، وسميت هذه العملية نفسها بعملية البلعمة Phagocytosis والتي سيكتشف بعد ذلك أنها العملية الأعظم والأهم في المقاومة الجسمية للميكروبات المختلفة التي تغزوه.

 تاريخ المناعة في صناعة الدواجن :-

** في عام 1565م قام العالم هيرونوماس فابريشس بإكتشاف البرسا المجمعية Cloacal bursa ، التي توجد في المنطقة الظهرية للمجمع وترتبط به من خلال قناة صغيرة ومن اسم هذا العالم أخذت اسمها الأشهر
Bursa of Fabricius

- أما عن وظيفة كيس فابريسي فقد ظلت غير معلومة حتي عام 1956م حين قام أحد العلماء الكبار في علم الخلية والأنسجة وهو العالم الإيطالي بروس جليك بالتعرف علي وظائفها والتأكيد علي علاقتها التفصيلية بالمناعة.

** في عام 1880م استطاع لويس باستير عمل إضعاف إصطناعي معملي لميكروب "الباستريلا أفي سبتكا" المسبب لمرض كوليرا الطيور Fowl cholera ثم أنتج منه لقاح للوقاية ضد هذا المرض وقد أعطى حماية واضحة في الطيور التي تم تجربته عليها.

** في عام 1940م استخدمت أول عترة للتحصين ضد النيوكاسل وأحدثت أعراضاً مرضية بالرغم من كفاءتها في صد العدوى و قد أدى ذلك إلى تدافع الجهود للبحث عن عترات أقل ضراوة لاستخدامها في التحصين وبمرور الوقت وإكتساب الخبرة لجأ الكثير من الباحثين إلى المزج بين التحصينات الحية والميتة والذي كانت نتائجه مذهلة من حيث أنه قادر على صد العدوى الضارية.

** عام 1965م كانت أول محاولة للتحصين ضد التهاب البرسا المعدي "الجمبورو" وبدأها العالم ادجار عندما استعمل مواد تحتوي على فيروس الجمبورو من قطعان مصابة بالمرض وقدمها كلقاح إلى قطيع آخر غير مصاب ثم تلا ذلك المحاولات المستمرة لتمرير فيروس الجمبورو المعزول من الإصابات الحقلية بعد محاولات إضعافه فتم استعمال التمريرة الثامنة لمعزولة الجمبورو.

** عام 1970م تم للمرة الأولى تحضير لقاح ضد مرض ماريك ويعد هذا اللقاح المستخدم ضد هذا المرض هو اللقاح الأول على الإطلاق الذي يستخدم ضد أحد الأمراض السرطانية.

** عام 1975م بدأت أول محاولات التحصين المتزامن ضد مرض النيوكاسل على يد العالم واردن الذي قام بحقن اللقاح الميت في الكتاكيت عمر يوم واتبع ذلك بالتحصين باللقاح الحي هتشنر ب-1 بعد يومين من تقديم اللقاح الميت وقدم واردن تفسيرا للفلسفة العلمية القائمة عليها هذه الطريقة في أن اللقاح الحي يؤدي إلى تكون مناعة موضوعية بالرغم من وجود المناعة الأمية وفي نفس الحين تتم الاستفادة من التحصين الميت ببطء شديد متواكب مع تطور أنسجة الكبد وأستكمال نضج باقي مكونات الجهاز المناعي.

** خلال عامي 1982– 1983 نجح بعض العلماء الأمريكيون في مجال الدواجن في أستخدام طريقة جديدة للتحصين ضد مرض الماريك وهي إعطاء اللقاح لأجنة الدجاج عند عمر عمر 18 يوم من تحضين البيض وتحديدا عند نقل البيض المحضن من الحضانات الى المفرخات "تحصينا في البيض
Innovation = In ovo vaccination
وقد أعطت هذه الطريقة نجاحات ملحوظة شجعت العلماء علي إستخدام نفس هذه الطريقة في الآونة الأخيرة للتحصين ضد مرض التهاب البرسا المعدي أيضا.

**عام 2010م تم في مصر وللمرة الأولي أستخدام لقاحا متراكبا Recombinant vaccine مكونا من المحددات الأنتيجينية المأخوذة من المحتوي الوراثي لفيروس أنفلونزا الطيور عترة H5N1 ثم تحميلها أو زرعها في المحتوي الوراثي أو الجينوم الخاص بفيروس جدري الطيور وذلك للوقاية ضد المرضين معا.

ومنذ بزوغ فجرعلم المناعة منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا دأب العلماء المتخصصون في هذا العلم على دراسة الآليات والأنظمة المختلفة التي يعمل بواسطتها الجسم الحي لحماية نفسه من خطر المسببات المرضية للأمراض المعدية المختلفة.
ويتوفر الآن قدر هائل من المعلومات في هذا المجال تم توظيفها واستغلالها استغلالا عظيماً للتغلب على الكثير من الأمراض المعدية وما زالت هذه المعلومات وتلك المعارف هي حجر الأساس الذي يعتمد عليه العلماء في ابتكار نظم وآليات جديدة لمقاومة أمراض لم يتم التغلب عليها حتى الآن مثل مرض السرطان ومرض الايدز وغيرها من الأمراض الأخرى التي مازالت تهدد البشرية.